الطب الصيني

الطب الصينيالطب الصيني، والذي يسمى أيضاً الطب التقليدي الصيني (中医 Zhōngyī)، يشير إلى النظام الطبي الفريد والأصلي الذي يُمارس تقليدياً في الصين وفي البلدان التي تأثرت بالثقافة الصينية: اليابان (日本 Rìběn)، كوريا (韩国 Hánguó) وفيتنام (越南 Yuènán).

العلاجات المختلفة في الطب الصيني تشمل الوخز بالإبر (针灶 Zhēnjiǐu) والموكسا، العلاج بالنباتات (草药 Cǎoyào)، التغذية الصحية، التدليك (توي نا، 提护招動 Tuīná) و"تشي غونغ" (气功 Qìgōng). كل هذه الوسائل العلاجية موحدة بنظرية أساسية متجذرة بعمق في الفكر الصيني.

تركز هذه النظرية على الروابط بين الإنسان والطبيعة من خلال مفاهيم "الين واليانغ" (阴阳 Yīn-Yáng)، العناصر الخمسة (五行 Wǔxíng)، علاقة السماء-الإنسان-الأرض (天人地 Tiān-Rén-Dì) والطاقات ( ) التي تحرك الكون. وبالمثل، كما هو الحال مع الطبيعة، يتمتع الإنسان السليم بتوازن بين هذه الجوانب المختلفة من الواقع. إن أي زيادة أو نقص يخل بهذا التوازن ويظهر على شكل مرض. كما أن أسباب هذه الاضطرابات متعددة: حياة غير منظمة، عوامل خارجية (مثل البرد) أو داخلية (كالمشاعر).

في الطب الصيني، لا يتم السعي فقط لمحاربة عرض معين، بل أيضاً لإعادة التوازن الشامل للجسم. لذا تحتل الوقاية من الأمراض مكانة هامة في الطب الصيني. وبعبارة أخرى، فالهدف ليس فقط معالجة المرض، بل قبل كل شيء المحافظة على الصحة. وهذا يتطلب قدراً من التواضع تجاه الحقائق. يجب على الإنسان أن يتأقلم مع إيقاع الكون ( Dào) ولا يمكنه فعل كل ما يريد. وهذه المفاهيم للأسف تتعارض مع التيار الفكري السائد في زماننا، والذي يعطي الأولوية للحرية التي يُنظر إليها كغياب للقيود عوضاً عن كونها مسؤولية في اتخاذ القرار.

يمكن الجمع بين العلاجات المختلفة. غالباً ما يتم اختيار العلاج حسب الطبيب والمريض بناءً على طبيعة المرض والظروف والتفضيلات الشخصية. ومع ذلك، ينبغي التنويه إلى أن لفظ "الطب الصيني" يُذكر غالباً في الغرب إلى جانب "الوخز بالإبر"، بينما في العالم الصيني يُقصد به أكثر "العلاج بالنباتات". في الواقع، يشعر العديد من الصينيين بالخوف من الإبر، في حين أن الأعشاب الطبية أكثر شيوعاً ومتوفرة لديهم.

مصطلح "العلاج بالنباتات" يعني "علاج الأمراض بالنباتات". لكنه ليس دقيقاً تماماً في الطب الصيني، حيث تشمل صيدليته أيضاً المعادن وأجزاء من الحيوانات.